"انظر إلى الإنسان فهو بمثابة معدن يحوي أحجارا كريمة تخرج بالتربية جواهره إلى عرصة الشهود وينتفع بها العالم الإنساني."
حضرة بهاء الله
صف للأطفال، الولايات المتحدة
صف للأطفال، منغوليا
إنّ عمليّة بناء المجتمع هي في الأساس مسؤوليّة جماعيّة، وواجب على كلّ فرد. وهي عمليّةٌ جوهر مقاربتها الأساسيّة "التعلّم من خلال العمل". فعن طريق بناء وتعزيز قدرات الأفراد وتطوير خصالهم الروحانيّة ومهاراتهم لخدمة مجتمعاتهم، يمكن إيجاد نمط غنيّ ونابض بالحياة في الأحياء والمجتمعات المحليّة. هذا ما انخرط فيه البهائيّون حول العالم مع أصدقائهم وأقرانهم، من خلال برامج تربوية وتعليمية موجهة إلى كل فئات المجتمع من الأطفال والشّباب والبالغين.
صفوف الأطفال
لا شك أن المدارس تعنى بالجانب الأكاديمي في تحصيل العلوم والمعرفة، إلا أنه لا يخفى علينا أهمية التربية الأخلاقية التي هي أولا مسؤولية الوالدين والعائلة. يتفضل حضرة عبد البهاء : "إنه فرض عين على الأب والأم أن يقوما بتعليم وتربية ابنتهما وابنهما بمنتهى الهمّة". فالآباء والأمهات البهائيون يتحملون المسؤولية الأولى تجاه تربية أطفالهم وعليهم أن يضعوا هذه الفريضة في الاعتبار دوماً.
إلا أن تعليم الأطفال ليس مسؤولية الوالدين فقط، فللمجتمع أيضا دور هام عليه القيام به، إن الجامعة البهائية تولي اهتماماً كبيراً بهذا الموضوع. وبالفعل فإن صفوف التربية الروحية والأخلاقية للأطفال المفتوحة للجميع، عادةً ما تكون من بين أولى الأنشطة التي يسعى إليها البهائيون في مجتمعهم المحلي.
الشباب الناشئ
الشباب هو مرحلة متميزة من عمرنا والتي يجب أن نستعد لها. إنها مرحلة مليئة بالحماس، ويطغى عليها حب المعرفة والاهتمام بالمسائل الوجودية، ونكران الذات والحس المرهف بالعدالة. ولذلك يتخذ البهائيون تجاه الشباب الناشئ موقفا ومقاربات تعترف بهذه الطاقة المتدفقة، وبنواياهم الطاهرة، وبرغبتهم في المساهمة لبناء عالم أفضل.
ويتكون البرنامج عموما من ثلاثة أقسام :
ـ ورشات للتأمل والحوار من خلال دراسة مواد تربوية؛
ـ مشاريع للخدمة مصممة ومنجزة من طرف المجموعة؛
ـ نشاطات تكميلية تضم أنشطة فنية كالرسم والموسيقى والمسرح وألعاب تشاركية والتي تنمي روح الصداقة داخل المجموعة.
مجموعة شباب ناشئ، الهند
مجموعة شباب ناشئ، البرازيل
حلقة دراسية، تركيا
حلقة دراسية، بوليفيا
الحلقات الدراسية
الحلقات الدراسية تضم شبابا وبالغين يقررون السير معا في طريق خدمة الإنسانية. في هذا الطريق يدرسون مع بعضهم البعض مواد دراسية بتوجيه من مرشد يكون دوره هو تسهيل المناقشة. وهكذا من مختلف المشارب يتقدمون على قدم المساواة ويستكشفون تطبيق التعاليم الإلهية في حياتهم.
إنَّ الحلقة الدراسية، بعيدا عن حصر المشاركين في دراسة فكرية ونقاشات نظرية، تحاول بسط مفهوم الدراسة المقرونة بالخدمة. كما أن مسؤولية التعلم لا تقع على عاتق الموجه بل يتحملها المشاركون أنفسهم. فيرافقون بعضهم البعض ويختبرون فهمهم من خلال التطبيق العملي.