الدِّين البهائي دين عـالمي مستقل كل الاستقلال عن أي دين آخر، دعـا إليه حضرة بهاءالله بعـد أن أعـلن بعثته في ربيع عـام 1863م. يحثُّ الدين البهائي أتباعه على الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له، ويعترف بوحدة الرسل والأنبياء دون استثناء، ويؤكد وحدة الجنس البشري، ويجزم بأن هدف كل دين هو إشاعة الألفة والوئام، ويعتبر اتفاق الدين والعلم أمراً جوهرياً وعاملاً من أهم العوامل التي تمنح المجتمع البشري السكينة والاطمئنان.
ويرجع وجود الدين البهائي في المغرب إلى سنة 1952م، عندما استقرت تدريجيا بعض العائلات البهائية المهاجرة من أصول مختلفة بأرض الوطن. كان اندماج هؤلاء المهاجرين في المجتمع المغربي سريعا وسلسا لما وجدوه في المغاربة من ترحاب وانفتاح على الآخر. هكذا، لم يتوانَوا عن تبليغ رسالة حضرة بهاء الله لكل من عايشوهم وعاشروهم من بين الجيران والزملاء والمعارف. فقد ترك حديثهم الباعث على الأمل وأعمالهم الطاهرة أثراً بالغاً في قلوبهم.
إنّ ربّکم الرّحمن یحبّ أن یری من في الأکوان کنفس واحدة و هیکل واحد
بهاءُ الله
اليوم، يتواجد البهائيون في المغرب بغالبية المدن الكبرى للمملكة، من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، ويتواجدون أيضاً ببعض القرى والأرياف. وهم ينحدرون من مختلف الأصول المغربية، وينتمون لمختلف الطبقات والمستويات الاجتماعية، ويتشكَّلون كذلك من مختلف الفئات العمرية.
ويعتزُّ المغاربة البهائيون باندماجهم وسط عائلاتهم ومحيطهم الاجتماعي، كما يعتزُّون بولائهم لحكومتهم وطاعتهم لقوانين بلدهم باعتبارهما حكما من أحكام دينهم. أما ابتعادهم عن العمل السياسي الحزبي فهو امتثال لتعاليم دينهم الّذي ينبذ الجدال وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى الخلاف والشِّقاق.
وعلى العكس من ذلك، فالبهائيون في المغرب يَسعَوْن للمساهمة في العمل الاجتماعي والمشاركة في الحوارات السائدة في المجتمع على أسس بنَّاءة. كما يجهدون، هم وأصدقاؤهم، لتنمية القدرات التي تمكنهم من بناء مجتمعهم. ومَعَ انتمائهم للجامعة البهائية العالمية، فإنَّ بَهائيِّي المغرب حريصون على مواطنتهم ومتشبثون بهويتهم المغربية.